Tuesday, December 6, 2011

قصيدة غير منتهية في تعريف العشق



1
  عندما قررت أن أكتب عن تجربتي في الحب

فكرت كثيرا..

ما الذي تجدي اعترافاتي؟

وقبلي كتب الناس عن الحب كثيرا..

صوروه فوق حيطان المغارات،

وفي أوعية الفخار والطين، قديما

نقشوه فوق عاج الفيل في الهند..

وفوق الورق البردي في مصر ،

وفوق الرز في الصين..

وأهدوه القرابين، وأهدوه النذورا..

عندما قررت أن أنشر أفكاري عن العشق.

ترددت كثيرا..

فأنا لست بقسيس،

ولا مارست تعليم التلاميذ،

ولا أؤمن أن الورد..

مضطر لأن يشرح للناس العبيرا..

ما الذي أكتب يا سيدتي؟

إنها تجربتي وحدي..

وتعنيني أنا وحدي..

إنها السيف الذي يثقبني وحدي..

فأزداد مع الموت حضورا.
 
2
 
عندما سافرت في بحرك يا سيدتي..
 
لم أكن أنظر في خارطة البحر،
 
ولم أحمل معي زورق مطاط..
 
ولا طوق نجاة..
 
بل تقدمت إلى نارك كالبوذي..
 
واخترت المصيرا..
 
لذتي كانت بأن أكتب بالطبشور..
 
عنواني على الشمس..
 
وأبني فوق نهديك الجسورا..

3
 
حين أحببتك..
 
لاحظت بأن الكرز الأحمر في بستاننا
 
أصبح جمرا مستديرا..
 
وبأن السمك الخائف من صنارة الأولاد..
 
يأتي بالملايين ليلقي في شواطينا البذورا..
 
وبأن السرو قد زاد ارتفاعا..
 
وبأن العمر قد زاد اتساعا..
 
وبأن الله ..
 
قد عاد إلى الأرض أخيرا..

4
 
حين أحببتك ..
 
لاحظت بأن الصيف يأتي..
 
عشر مرات إلينا كل عام..
 
وبأن القمح ينمو..
 
عشر مرات لدينا كل يوم
 
وبأن القمر الهارب من بلدتنا..
 
جاء يستأجر بيتا وسريرا..
 
وبأن العرق الممزوج بالسكر والينسون..
 
قد طاب على العشق كثيرا..

5
 
حين أحببتك ..
 
صارت ضحكة الأطفال في العالم أحلى..
 
ومذاق الخبز أحلى..
 
وسقوط الثلج أحلى..
 
ومواء القطط السوداء في الشارع أحلى..
 
ولقاء الكف بالكف على أرصفة " الحمراء " أحلى ..
 
والرسومات الصغيرات التي نتركها في فوطة المطعم أحلى..
 
وارتشاف القهوة السوداء..
 
والتدخين..
 
والسهرة في المسح ليل السبت..
 
والرمل الذي يبقي على أجسادنا من عطلة الأسبوع،
 
واللون النحاسي على ظهرك، من بعد ارتحال الصيف،
 
أحلى..
 
والمجلات التي نمنا عليها ..
 
وتمددنا .. وثرثرنا لساعات عليها ..
 
أصبحت في أفق الذكرى طيورا...

6
 
حين أحببتك يا سيدتي
 
طوبوا لي ..
 
كل أشجار الأناناس بعينيك ..
 
وآلاف الفدادين على الشمس،
 
وأعطوني مفاتيح السماوات..
 
وأهدوني النياشين..
 
وأهدوني الحريرا

7
 
عندما حاولت أن أكتب عن حبي ..
 
تعذبت كثيرا..
 
إنني في داخل البحر ...
 
وإحساسي بضغط الماء لا يعرفه
 
غير من ضاعوا بأعماق المحيطات دهورا.

8
 
ما الذي أكتب عن حبك يا سيدتي؟
 
كل ما تذكره ذاكرتي..
 
أنني استيقظت من نومي صباحا..
 
لأرى نفسي أميرا ..

رسالة من سيدة حاقدة



لا تدخلي

وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك … وزعمت لي …

أن الرفاق أتوا إليك … أهم الرفاق أتوا إليك

أم أن سيدةً لديك … تحتل بعدي ساعديك ؟

وصرخت محتدماً : قفي ! والريح … تمضغ معطفي …

والذل يكسو موقفي … لا تعتذر يا نذل لا تتأسف

أنا لست آسفةً عليك … لكن على قلبي الوفي

قلبي الذي لم تعرف … ماذا لو انك يا دني … أخبرتني

أني انتهى أمري لديك … فجميع ما وشوشتني

أيام كنت تحبني … من أنني …

بيت الفراشة مسكني … وغدي انفراط السوسن

أنكرته أصلاً كما أنكرتني …

لا تعتذر …

فالإثم … يحصد حاجبيك وخطوط أحمرها تصيح بوجنتيك

ورباطك … المشدوه … يفضح

ما لديك … ومن لديك

يا من وقفت دمي عليك

وذللتني ونفضتني

كذبابةٍ عن عارضيك

ودعوت سيدةً إليك ………… وأهنتني

من بعد ما كنت الضياء بناظريك …

إني أراها في جوار الموقد … أخذت هنالك مقعدي …

في الركن … ذات المقـعد …

وأراك تمنحها يداً … مثلوجةً … ذات اليد …

ستردد القصص التي أسمعتني …

ولسوف تخبرها بما أخبرتني …

وسترفع الكأس التي جرعتني …

كأساً بها سممتني

حتى إذا عادت إليك … لترود موعدها الهني …

أخبرتها أن الرفاق أتوا إليك …

وأضعت رونقها كما ضيعتني …

قصيدة يـــد بقلم نزار قبــاني

يد

يدك التي حطت على كتفي كحمامة . . نزلت لكي تشرب
عندي تســاوي ألف مملكة يا ليتهـــــــا تبقى ولا تذهب
تلك السبيكة . . كيف أرفضها من يرفض السكنى على كوكب
لهث الخيال على ملاستها وأنهار عند سوارها المذهب
الشمس نائمة على كتفي قبلتهــــا ألفــا ولم أتعب
نهر حريري . . ومروحة صينية . . وقصيدة تكتب
يدك المليسة . . كيف أقنعها أني بها .. أني بها معجب
قولي لها تمضي برحلتها فلها جميع . . جميع ما ترغب
يدك الصغيرة . . نجمة هربت مــاذا أقــول لنجمة تلعب
أنا ساهر .. ومعي يد امرأة بيضاء .. هل اشهى وهل أطيب؟

بسم الله الرحمن الرحيم

4508407491_3a16cfa4be_o